استمرت معركة وادي الصفراء.
الإجابة الصحيحة هي : 3 ايام.
معركة وادي الصفراء: النضال والصمود في الصحراء الكبرى
اندلعت معركة وادي الصفراء، التي تُعرف أيضًا باسم معركة بير موقران، في صحراء الجزائر عام 1963 خلال حرب الاستقلال الجزائرية. كانت المعركة بمثابة اشتباك حاسم بين جبهة التحرير الوطني (FLN) والجيش الفرنسي، وكشفت عن شجاعة وقوة المقاومة الجزائرية.
خلفية المعركة
كانت الجزائر تخوض حربًا من أجل الاستقلال عن الحكم الاستعماري الفرنسي منذ عام 1954.
سيطرت جبهة التحرير الوطني على مناطق واسعة من البلاد، لكن الجيش الفرنسي لا يزال لديه موطئ قدم في بعض مناطق الصحراء.
كانت بير موقران بلدة استراتيجية في وادي الصفراء، حيث تقع على طريق الإمداد الرئيسي للجيش الفرنسي.
اشتعال المعركة
في 20 فبراير 1963، هاجمت قوة من جبهة التحرير الوطني بقيادة العقيد عميروش بير موقران.
كان الجيش الفرنسي متفوقًا من حيث العدد والعتاد، لكن المجاهدين الجزائريين حققوا تقدمًا أوليًا.
استجابت فرنسا بغارات جوية وقصف مدفعي مكثف، مما أجبر المجاهدين على التراجع.
حرب العصابات
بعد الهجوم الأولي، تحولت المعركة إلى حرب عصابات.
شن المجاهدون الجزائريون هجمات الكر والفر، مستخدمين معرفتهم بالمنطقة ومناوراتهم الخفيفة.
رد الجيش الفرنسي بتكتيكات حرب مضادة للتمرد، بما في ذلك إنشاء نقاط تفتيش ومناطق محظورة.
المعارك الرئيسية
في 22 فبراير 1963، وقعت معركة رئيسية في بير موقران، حيث طرد مجاهدون جيش الاحتلال.
استولى المجاهدون أيضًا على سلاح ومعدات فرنسية كبيرة.
في 6 مارس 1963، هاجم الجيش الفرنسي معقلًا للمجاهدين في زاوية إبراهيم، مما أسفر عن مقتل 139 مجاهدًا.
الحصار الفرنسي
حاصرت القوات الفرنسية موقع المجاهدين في وادي الصفراء من جميع الجهات.
حاول المجاهدون اختراق الحصار، لكن الجيش الفرنسي كان متفوقًا في السيطرة الجوية.
واجه المجاهدون نقصًا حادًا في الطعام والذخيرة.
التدخل الدولي
جذبت المعركة انتباه المجتمع الدولي، حيث طالبت الأمم المتحدة وأعضاء منظمة الوحدة الأفريقية بوقف إطلاق النار.
أرسلت مصر والمغرب مساعدات عسكرية إلى جبهة التحرير الوطني.
ضغطت الولايات المتحدة على فرنسا للتفاوض مع المجاهدين.
الانسحاب الفرنسي
تحت ضغوط دولية وازدياد الخسائر، بدأت فرنسا في سحب قواتها من وادي الصفراء.
في 19 مارس 1963، وقع وقف لإطلاق النار بين جبهة التحرير الوطني وفرنسا.
حقق المجاهدون الجزائريون نصرًا كبيرًا، وكسروا الحصار وساهموا في المصالحة النهائية مع فرنسا.
إرث معركة وادي الصفراء
أصبح وادي الصفراء رمزًا لشجاعة وتصميم الشعب الجزائري في سعيه نحو الاستقلال.
أظهرت المعركة أهمية حرب العصابات ضد قوات الاحتلال.
ساعد التدخل الدولي في الضغط على فرنسا للتفاوض ووقف إطلاق النار.
أصبحت بير موقران معلمًا تاريخيًا، حيث أقيم نصب تذكاري لتكريم المجاهدين الذين سقطوا.
كانت معركة وادي الصفراء لحظة حاسمة في تاريخ حرب الاستقلال الجزائرية. أكدت على شجاعة المجاهدين الجزائريين وقدرتهم على مقاومة قوات الاحتلال العليا. كما كشفت عن أهمية الدعم الدولي في نضال الشعوب المستعمرة من أجل حريتها. ومع ذلك، في حين أن المعركة تمثل نصرًا للثوار، إلا أنها كانت أيضًا تذكيرًا مريرًا بالتضحيات الباهظة التي يتطلبها السعي إلى الاستقلال والحرية.